الخميس، 11 سبتمبر 2025

رق المهدي: ماستر كارد وفيزا... عمالقة الكواليس الذين يحكمون المال


رق المهدي: ماستر كارد وفيزا... عمالقة الكواليس الذين يحكمون المال

في محفظة كل واحد منا، يقبع رمزٌ من رمزَيْن، يتجاوران غالباً مع اسم البنك: دائرتان متداخلتان لماستر كارد، أو شعار ثلاثي الألوان لفيزا. قد لا نلقي لهما بالاً، لكن هذين الرمزين يمثلان عملاقين صامتين يحكمان تدفق الأموال في الاقتصاد العالمي. إن فهم ماستر كارد وفيزا ليس مجرد معرفة ببطاقة دفع، بل هو فهم للآلية التي تتحرك بها التجارة والمال في عالمنا الحديث.

ماستر كارد وفيزا: منصات وليست بنوكًا

الخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثيرون هو الاعتقاد بأن ماستر كارد وفيزا هما بنوك. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا؛ فهما شركتان تقنيتان تبنيان وتديران شبكات الدفع. هما لا يقرضان المال للمستهلكين، ولا يملكان حسابات التوفير التي نعرفها.

  • النموذج التجاري: يعملان كجسر يربط بين أربعة أطراف أساسية في كل عملية شراء:

    1. المستهلك (أنت).

    2. البائع (المتجر).

    3. البنك المُصدر للبطاقة (البنك الذي أعطاك البطاقة).

    4. بنك البائع (البنك الذي يتعامل معه المتجر).

عندما تستخدم بطاقتك، يمر طلب الدفع عبر شبكة ماستر كارد أو فيزا، التي تتحقق من صحة العملية وتضمن تحويل الأموال من بنكك إلى بنك البائع.


مصادر الدخل: كيف تجني الشبكات العملاقة أموالها؟

تعتمد ماستر كارد وفيزا على نموذج دخل متعدد الأوجه، لا يقتصر على الرسوم البسيطة لكل عملية. هذا التنوع يضمن لهما استمرارية هائلة:

  1. رسوم المعاملات (Transaction Fees): هي المصدر الأهم للدخل. في كل مرة تستخدم فيها بطاقتك، تتقاضى الشبكة رسوماً بسيطة من بنك البائع. هذه الرسوم تكون عادةً نسبة مئوية صغيرة جداً من قيمة العملية، لكنها تتراكم لتشكل المليارات نظراً للعدد الهائل من المعاملات يومياً.

  2. رسوم الشبكة (Network Fees): هذه الرسوم تدفعها البنوك والمؤسسات المالية مباشرةً لشركتي فيزا وماستركارد مقابل استخدام شبكتيهما. يمكن أن تكون هذه الرسوم شهرية أو سنوية.

  3. رسوم الخدمات ذات القيمة المضافة (Value-Added Services): في العصر الرقمي، لم يعد دور الشركتين يقتصر على معالجة الدفع فقط. أصبحتا تقدمان خدمات إضافية للبنوك والتجار، مثل:

    • مكافحة الاحتيال: خدمات متقدمة للكشف عن العمليات المشبوهة.

    • تحليل البيانات: تقديم تقارير عن سلوك المستهلكين واتجاهات السوق.

    • الاستشارات: خدمات استشارية لتحسين أنظمة الدفع.


الفرق بينهما في الواقع

على السطح، لا يوجد فرق كبير للمستهلك العادي. كلاهما يقدم بطاقات ائتمان وخصم ويتم قبولهما في ملايين الأماكن حول العالم. لكن هناك اختلافات دقيقة:

  • التاريخ والملكية: بدأت فيزا ككيان تعاوني للبنوك، مما يعني أن البنوك كانت تمتلك جزءًا من الشركة. بينما بدأت ماستر كارد كجمعية بين عدة بنوك. اليوم، كلاهما شركتان عامتان مدرجتان في البورصة، لكن هذا التاريخ يفسر بعض الفروقات في نماذج أعمالهما.

  • الحصة السوقية: فيزا تملك عادةً حصة سوقية أكبر قليلاً من ماستر كارد في بعض الأسواق، لكن المنافسة بينهما شديدة وتتغير باستمرار.

في النهاية، قرار اختيار البطاقة يعود عادةً إلى البنك، وليس المستهلك، فكل بنك يقرر الشبكة التي سيتعامل معها بناءً على شروط التعاقد والرسوم.

خلاصة: هل يهم أيهما تختار؟

بالنسبة لمعظم الناس، لا يهم كثيراً إن كانت بطاقتك فيزا أم ماستر كارد. الأهم هو الخدمات الإضافية التي يقدمها البنك نفسه، مثل:

  • برامج المكافآت: هل تقدم البطاقة نقاطًا، أم استردادًا نقديًا، أم أميال سفر؟

  • مزايا السفر: هل توفر تأمينًا مجانيًا على السفر، أو دخولًا إلى صالات المطار؟

  • حدود البطاقة: ما هو الحد الائتماني أو السقف المسموح به للإنفاق؟

في الختام، إن ماستر كارد وفيزا ليستا مجرد بطاقات، بل هما منصات دفع عالمية صامتة، تعمل في خلفية كل معاملة مالية، وتسهل حركة الأموال في عالمنا المتصل.


المصادر:

  • التقارير السنوية الرسمية لشركتي ماستر كارد وفيزا.

  • مقالات متخصصة في مجلات اقتصادية ومالية مثل "وول ستريت جورنال" و "بلومبرغ".

  • تحليلات من شركات الأبحاث المالية التي تتابع أداء الشبكات المالية.

ليست هناك تعليقات:

تطبيق رق المهدي المصغر بالتيليجرام

  أهلاً بك في رق المهدي ...