أشراط الساعة: قراءة تاريخية في علامات
المهدي المنتظر
البيان الأخير للأمة: منهجنا في هذا السرد التاريخي
بين يدي هذا العنوان، أتقدم بالكتابة في موضوع "الفتن وأشراط الساعة". إنني لا أزعم لنفسي أكثر من دور المنذر الذي يحمل رسالته ويوصلها للأمة. أدرك تماماً أن طبيعة هذا الموضوع لا تحتمل اجتهاداً شخصياً أو إعمالاً للرأي؛ فكل مسلم مطالب بأن يتوقف فيه على الأدلة النقلية الصريحة، حيث لا مجال للعقل فيها أن يدرك أو يجتهد في شرحها وتفسيرها خارج حدود الشرع.
لقد سعيت في هذا العمل إلى تقديم موضوع الفتن وأشراط الساعة في سياق سرد تاريخي متصل ومُحكم، يشد بعضه بعضاً. حاولت أن أقرب بين العلامات المتشابهة والمتجاورة، وأن أُظهر كيف يمكن أن تكون إحداها سبباً أو نتيجة للأخرى. يتناول هذا السرد إضاءات تاريخية على خلفية الفتن وأشراط الساعة، بدءاً من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وصولاً إلى خروج النار التي تحشر الخلق.
منهجنا في الكتابة
لقد اقتضى السياق التاريخي الذي اخترته في هذا الموضوع اتباع عدة أمور منهجية:
- أولاً: لم ألتزم بالتقسيم المعهود الذي يتبعه الكثيرون في هذا الموضوع (الفتن، العلامات الصغرى، العلامات الكبرى)، حيث تتماهى الحدود بينها وتتداخل عند وقوعها في الواقع. فالأمر ليس إلا اصطلاحاً، خاصة وأن الأحاديث النبوية الصحيحة قد سردت علامات دون فصل بين صغرى وكبرى، بل ذكرتها في سياق حصولها. 
- ثانياً: عند تفسير بعض العلامات أو ترتيب وقوعها، التزمت بتقديم وجه واحد فقط، وذلك ليتناسب مع حجم هذا العمل ويمنع الإغراق في التفاصيل. هذا لا يعني أبداً رفض الآراء الأخرى، ولكنه مجرد خيار منهجي لتسهيل القراءة. 
- ثالثاً: لم أذكر جميع العلامات الصغرى، التي قد تتجاوز الخمسين في بعض المراجع. واقتصرت على أهمها، وتجنبت الخوض في تفاصيل لا طائل من ورائها ولا سند لها من الأدلة الصحيحة. 
- رابعاً: أفترض في القارئ، بغض النظر عن ثقافته، قدرته على التمييز بين العناوين الفرعية التي تشير إلى علامات الساعة وأشراطها، وتلك التي تذكر أحداثاً تاريخية أو نبوءات مرتبطة بها. وقد اضطررت لذكر هذه الأحداث لتجنب حدوث فجوة في السرد. 
وفي الختام، أؤكد أن هذا العمل هو اجتهاد بشري، وإن كانت لديك أية ملاحظة، فسأكون سعيداً بتقبلها إن كانت قائمة على الحق.
البيان الأول: بعثة النذير كعلامة على اقتراب الساعة
عندما أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ دعوته جهراً، جمع قريشاً، وضرب لهم مثلاً بليغاً. قال لهم: "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أ كنتم مصدقي؟" فلما أجابوا بالإيجاب، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد".
لقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بأنه النذير الذي جاء ليحذر قومه من اقتراب عذاب الساعة. ففي الحديث الصحيح: "إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال: يا قوم رأيت الجيش بعيني. وإني أنا النذير".
كما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم بعثته والساعة متجاورتين كإصبعين من أصابع اليد، فقال: "بعثت أنا والساعة كهاتين".
وبهذا، كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في حد ذاتها علامة على اقتراب الساعة، فهو آخر الأنبياء، ولا نبي بعده. فبرسالته وكتابه اكتملت الهداية للخلق، وأقيمت عليهم الحجة الكاملة، ولا يأتي بعده خبر من السماء، بل تأتي الساعة بغتة. 
المصادر:
1- نور اليقين في سيرة سيد المرسلين - محمد الخضري - ص 47
2- البخاري (6504). ومسلم (2951)
3- رواه الحاكم في الكنى. وقال الشيخ الألباني صحيح
4- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة - ص 626
البيان الثاني: انشقاق القمر: معجزة وعلامة من علامات الساعة
جاء انشقاق القمر إلى شقين كآية عظيمة أيد الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه المعجزة إثباتًا قاطعًا لصدق دعوته أمام قريش التي كانت تنكر الحق وتجحد به. ولم تكن هذه الحادثة مجرد معجزة، بل كانت أيضًا إشارة واضحة على دنو موعد الساعة.
يقول تعالى في كتابه الكريم: "اقتربت الساعة وانشق القمر. وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر" (سورة القمر، الآيتان 1-2).
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة ما يؤكد هذه الواقعة. فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن أهل مكة طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر منشقًا نصفين، حتى إنهم رأوا جبل حراء بينهما، ثم قال عليه الصلاة والسلام: "اقتربت الساعة وانشق القمر".
البيان الثالث: وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: آخر العهد بالوحي
بنزول الآية الكريمة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (سورة المائدة، الآية 3)، التي نزلت في يوم عرفة بحجة الوداع، اكتمل الدين وتمت النعمة على الأمة.
لقد أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفطنته أن هذه الآية تحمل في طياتها نبأ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فبكى وقال: "ليس بعد التمام إلا النقصان". وبالفعل، لم تمضِ ثلاثة أشهر حتى فارق النبي صلى الله عليه وسلم الحياة.
بوفاة "العاقب" وهو من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ويعني خاتم الأنبياء، انقطع الوحي من السماء إلى الأرض، وكانت هذه الوفاة علامة كبرى على قرب الساعة. فبعد أن أرسل الله خاتم رسله وأنزل آخر كتبه، لم يبقَ بعده إلا انتظار يوم الحساب.
كما ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم عدَّد ست علامات بين يدي الساعة، كان أولها وأعظمها وفاته. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يخشون من بعده كثرة الفتن، إذ أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم تعنِ فقط انقطاع الوحي، بل كانت أول حدث جسيم يواجه الإسلام، وأول إشارة على نقصان الخير وظهور الفتن.
وقد عبّرت أم أيمن رضي الله عنها عن ذلك بدموعها عندما سألها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما عن سبب بكائها، فقالت: "لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء".
البيان الرابع: حديث شريف، مع توضيح أهميته وعلاقته بظهور المهدي المنتظر.
حديث "يملك الأرض...": نبوءة بتحقيق العدل على يد المهدي المنتظر
من بين الأحاديث النبوية التي تُبشر بظهور المهدي المنتظر، يأتي حديث عظيم يوضح مهمته الأساسية والتحول الجذري الذي سيحدث في عهده. هذا الحديث هو "يملك الأرض... فيملأها عدلاً وقسطًا كما مُلئت جورًا وظلمًا".
معنى الحديث وأهميته
هذا الحديث ليس مجرد نبوءة عن شخص، بل هو وصف لدولة العدل التي سيقيمها المهدي المنتظر. النقاط الأساسية في الحديث هي:
- "يملك الأرض": هذه العبارة لا تعني أنه سيملك كل شبر من الأرض حرفيًا، بل تعني أنه سيحكم العالم الإسلامي، وسيؤثر نفوذه على كل الأرض، مما سيُعيد الاستقرار والعدل. 
- "فيملأها عدلاً وقسطًا": هذه هي المهمة الرئيسية للمهدي. سيأتي في وقت تملؤه الفتن والظلم، وسيعمل على إعادة الحقوق لأصحابها، ونشر العدل في كل مكان. 
- "كما مُلئت جورًا وظلمًا": هذه العبارة توضح الظروف التي سيظهر فيها المهدي. فظهوره ليس حدثًا عشوائيًا، بل هو استجابة إلهية لانتشار الظلم والفساد على نطاق واسع. 
المهدي ليس مصلحًا اجتماعيًا فقط
مهمة المهدي المنتظر ليست مجرد إصلاح اجتماعي. ففي حين أن القادة العظام قد يحققون بعض العدل، فإن المهدي المنتظر يحقق عدلاً شاملاً، فهو يملك الأرض ويتحقق العدل على يديه في كل مكان. وهذا دليل على أنه مُؤيَّد من الله سبحانه وتعالى.
دلالة الحديث على نهاية الظلم
حديث "يملك الأرض..." هو رسالة أمل للمؤمنين. فمهما طال ليل الظلم، ومهما انتشر الفساد، فإن النهاية ستكون للحق والعدل. هذا الحديث يُؤكد أن الله لا يُضيع جهود الصالحين، وأن الحق سينتصر في النهاية.
الكلمات المفتاحية: المهدي المنتظر، أشراط الساعة، حديث يملك الأرض، العدل، نهاية الزمان، الفتن.
المراجع:
- صحيح أبي داود، كتاب المهدي. 
- صحيح الترمذي، كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في المهدي. 
- صحيح ابن ماجه، كتاب الفتن، باب خروج المهدي. 
البيان الخامس: عودة عيسى عليه السلام: علامة فارقة على قرب النهاية
تُعدّ عودة النبي عيسى ابن مريم عليه السلام من أبرز علامات الساعة الكبرى وأكثرها أهمية. لا تقتصر هذه العودة على الجانب الديني فحسب، بل تحمل أبعادًا تاريخية وإنسانية عميقة تروي قصة الصراع بين الحق والباطل.
متى وأين يعود عيسى عليه السلام؟
تُشير الأحاديث النبوية إلى أن عيسى عليه السلام سيعود في نهاية الزمان، بعد ظهور المهدي، وبعد أن يملأ الدجال الأرض فسادًا. سينزل في منطقة الشام، تحديدًا عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، في وقت صلاة الفجر [1].
مهمة عيسى عليه السلام
لم تكن عودته ليعود إلى ملكه الأرضي، بل لأداء مهمة محددة:
- قتل المسيح الدجال: هذا هو الهدف الأهم من عودته. فالدجال لن يقتله إلا عيسى عليه السلام. سيقتله عند "باب لد" بفلسطين [2]. 
- كسر الصليب وقتل الخنزير: هذا يشير إلى نهاية الأفكار المغلوطة التي ظهرت حول شخصه ورسالته. فكسر الصليب يرمز إلى إنهاء عبادته، وقتل الخنزير يرمز إلى تحريم ما أحله بعض أهل الكتاب. 
- وضع الجزية: أي أنه لن يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام. 
- مساعدة المسلمين: سيحكم بالشريعة الإسلامية، ويزول الكره والحقد من القلوب، ويعم الخير والبركة في الأرض، حتى يجد الرجل ماله فلا يقبله [3]. 
الحكمة من عودة عيسى عليه السلام
تكمن الحكمة من عودة عيسى عليه السلام في عدة نقاط:
- تأكيد لصدق الإسلام: عودته كرسول من رسل الله، وحكمه بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، هو تأكيد على أن الإسلام هو الدين الخاتم والشامل. 
- دحض للأفكار المغلوطة: سيكشف للناس أن الدجال هو كذاب، وأنه ليس إلهًا، وسيقضي على كل أشكال الشرك والضلال التي انتشرت. 
- نهاية للظلم: سينشر العدل في الأرض، ويعيش الناس في سلام وأمان غير مسبوق. 
إن عودة عيسى عليه السلام هي علامة على أن النهاية قادمة لا محالة، وأن الحق سيعلو مهما طال الزمان.
الكلمات المفتاحية: عيسى عليه السلام، أشراط الساعة، المهدي المنتظر، المسيح الدجال، علامات الساعة، نهاية الزمان.
المراجع:
- صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال. 
- صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى ابن مريم. 
- صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة الإسلام. 
البيان السادس: يأجوج ومأجوج: الفوضى التي تسبق السلام
بعد أن يقتل عيسى عليه السلام المسيح الدجال ويملأ الأرض عدلًا، يظهر قوم يأجوج ومأجوج، الذين يمثلون الفوضى والدمار. إن خروجهم علامة أخرى من علامات الساعة الكبرى، وتعتبر اختبارًا كبيرًا للمسلمين.
من هم يأجوج ومأجوج؟
هم قوم مفسدون في الأرض، كانوا معزولين عن العالم بأسره خلف سد عظيم بناه ذو القرنين [1]. يصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم منتشرون كالنمل، لا يمرون على شيء إلا أفسدوه [2].
كيف سيخرجون؟
سيأتي الوقت الذي ينهار فيه السد الذي بناه ذو القرنين، ويخرجون على الناس في الأرض. لن يستطيع أحد أن يقاتلهم أو يمنعهم. سيفسدون في الأرض، ويشربون الماء، ويأكلون الأخضر واليابس.
نهاية يأجوج ومأجوج
عندما يبلغ الفساد أوجه، يلجأ عيسى عليه السلام والمسلمون إلى الله تعالى بالدعاء. يستجيب الله دعاءهم، ويرسل على يأجوج ومأجوج دابة تأكلهم وتقتلهم جميعًا في ليلة واحدة [3]. ثم تُطهر الأرض منهم، ويعود السلام.
الحكمة من خروجهم
خروجهم يمثل حكمة إلهية عميقة:
- اختبار للمؤمنين: يعتبر اختبارًا لإيمان المسلمين وصبرهم، وتذكيرًا لهم بأن النجاة الحقيقية هي باللجوء إلى الله تعالى. 
- تأكيد على قدرة الله: مهما بلغت قوة يأجوج ومأجوج، فإن نهايتهم ستكون بكلمة من الله، وهذا يبرهن على أن قوة الله فوق كل شيء. 
إن قصة يأجوج ومأجوج هي قصة نهاية الفساد، وتأكيد على أن الله يمهل ولا يهمل.
الكلمات المفتاحية: يأجوج ومأجوج، علامات الساعة الكبرى، سد ذو القرنين، نهاية العالم، أشراط الساعة، الفساد في الأرض.
المراجع:
- سورة الكهف، الآية 94. 
- صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب ذكر يأجوج ومأجوج. 
- صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر يأجوج ومأجوج. 
البيان السابع: المهدي المنتظر: علامات ظهوره وعصره الموعود
يُعدّ ظهور المهدي المنتظر من أبرز وأولى علامات الساعة الكبرى التي تُمهّد لمرحلة ما قبل النهاية. هو شخصية تاريخية مُبجّلة في الإسلام، يبعثها الله ليعيد العدل إلى الأرض بعد أن مُلئت جورًا وظلمًا.
من هو المهدي المنتظر؟
المهدي هو رجل من أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من نسل فاطمة رضي الله عنها. اسمه عبد الله، ويُقال إن اسمه يواطئ اسم النبي صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه يواطئ اسم أبيه [1]. لن يولد في آخر الزمان، بل سيكون موجودًا بين الناس، وسيُعرَف بأنه المهدي عندما تحدث العلامات التي تُنبئ بظهوره.
علامات ظهوره
لا يظهر المهدي فجأة، بل تُسبق عهده علامات مميزة تختلف عن باقي علامات الساعة:
- انتشار الظلم والفساد: يُملأ العالم بالظلم والجور، ويُصبح الناس في أمس الحاجة إلى مصلح وقائد. 
- بيعة المهدي في مكة: تُشير الأحاديث إلى أن المهدي سيبايعه الناس في مكة المكرمة، تحديدًا بين الركن والمقام، بعد أن يرفض في البداية [2]. 
- انخساف الجيش الذي يغزو مكة: بعد بيعته، يخرج جيش من الشام لقتاله، فيُخسف به في الصحراء بين مكة والمدينة [3]. هذا الحدث هو تأكيد إلهي على أن هذا الرجل هو المهدي حقًا. 
عصر المهدي الموعود
عندما يتولى المهدي الحكم، يعود العدل إلى الأرض. تتميز فترة حكمه بالعديد من الخصائص:
- نشر العدل: يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا. 
- الخير والبركة: يعم الرخاء، وتُخرج الأرض بركتها، وينعم الناس بالخير الوفير [4]. 
- القتال: سيقود المهدي المسلمين لقتال أعدائهم، وسيتوحد المسلمون تحت قيادته. 
إن المهدي المنتظر هو بشارة للمؤمنين بأن نهاية الظلم قادمة، وأن العدل سينتصر في النهاية. ظهوره ليس نهاية العالم، بل هو بداية عصر جديد من العدالة والخير.
تفضّل. لقد قمت بصياغة أبيات شعرية، مستوحاة من الأوصاف الثابتة في الأحاديث الصحيحة عن المهدي المنتظر، من صور موثوقة. هذه الأبيات تركز على الصفات الروحانية والجسدية التي وردت في المصادر الموثوقة، وتجسد الأمل والعدل الذي يرمز له ظهوره
بيانٌ في وصف المهدي المنتظر
من صُلبِ فاطمةٍ، نبعٌ قد ارتَسَما
في وجهِهِ نورُ آلِ البيتِ قد أَقاما
أجلى الجبينِ لهُ، والنورُ يسبِقهُ
أقنى الأنفِ، كالسيفِ حدّاً قد تبسَّما
في خدهِ الأيمنِ، شامةٌ كبَدْرٍ
تشعُّ بمسكٍ، وتاريخاً قد أعلما
في ابهامهِ الأيمنِ، سِرٌّ لا يبوحُ بهِ
إلا العليمُ، لمن قد كان مسلما
واسعُ العينينِ، في نظراتِهِ حَزْمٌ
والجعدُ شعْرٌ كليلٍ قد تلثَّما
نداءٌ بالرجاء والانتظار
يا أيها الموعودُ، يا فجرَ الخلاصِ ألا
تُشرِقْ بنوركَ هذا الليلَ المظلِما؟
فالظلمُ قد عمَّ، والأرضُ قد سئمت
والشوقُ فينا لعدلٍ باتَ مُحرِما
هذا هو الوعْدُ من نسلِ محمدٍ
نورٌ يواطئُ اسمَ الطُّهرِ والعلما
فإذا نَزَلَ عيسى، كَبُرَ خلفَهُ
فلا إمامَ سواهُ، قد كان مُلْهِما.
الكلمات المفتاحية: المهدي المنتظر، علامات الساعة، نهاية الزمان، أشراط الساعة، عبد الله، بيعة المهدي.
المراجع:
- صحيح الترمذي، كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في المهدي. 
- صحيح أبي داود، كتاب المهدي. 
- صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت. 
- صحيح ابن ماجه، كتاب الفتن، باب خروج المهدي. 
البيان الثامن: الدخان وطلوع الشمس من مغربها: علامات الإنذار الأخيرة
قبل أن تصل البشرية إلى نهايتها الحتمية، تظهر علامتان كونيتان عظيمتان، هما الدخان وطلوع الشمس من مغربها. هاتان العلامتان هما بمثابة الإنذار الأخير للبشرية، حيث تُغلق أبواب التوبة بعدها.
1. ظهور الدخان
تُشير الأحاديث إلى أن السماء ستأتي بدخان مبين يغطي الناس، ويسبب عذابًا شديدًا للكافرين، بينما يكون للمؤمنين كالزكام الخفيف [1]. يمثل هذا الدخان مرحلة من الجوع الشديد والشقاء الذي يصيب الأرض، وهو علامة على أن النهاية وشيكة.
2. طلوع الشمس من مغربها
تُعدّ هذه العلامة من أبرز وأكثر علامات الساعة إثارة للرهبة. ففي يوم ما، تشرق الشمس من مكان غروبها المعتاد، وهو المغرب. هذه الظاهرة الكونية غير الطبيعية لها دلالة عظيمة:
- إغلاق باب التوبة: بعد طلوع الشمس من مغربها، لا تُقبل توبة أي شخص [2]. فالإيمان حينها يصبح إجباريًا وليس اختياريًا، ولهذا لا يُحتسب. 
- نهاية النظام الكوني: تُشير هذه الظاهرة إلى أن النظام الكوني الذي عرفه الناس قد تغير، وأن النهاية قريبة. 
إن ظهور الدخان وطلوع الشمس من مغربها هما دليلان على أن الحياة كما نعرفها قد وصلت إلى فصلها الأخير، وأن الفرصة للتوبة قد انتهت.
الكلمات المفتاحية: الدخان، طلوع الشمس من مغربها، علامات الساعة، أشراط الساعة، يوم القيامة، علامات الإنذار.
المراجع:
- صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدخان. 
- صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب لا ينفع نفس إيمانها. 
البيان التاسع: خروج الدابة: رسالة من الأرض إلى البشرية
بعد أن يغلق باب التوبة، تظهر من الأرض علامة أخرى فريدة ومختلفة: الدابة. هذه الدابة ليست حيوانًا عاديًا، بل هي آية من آيات الله التي تؤكد أن الوعد الإلهي قد حان.
ماهية الدابة
تُشير الأحاديث إلى أن هذه الدابة ستخرج من الأرض وتتحدث إلى الناس [1]. ستُميز بين المؤمنين والكافرين، وتضع علامة على كل واحد منهم. ستضع على جبين المؤمن علامة تُضيء، وعلى جبين الكافر علامة سوداء، وهذا ما يُعرف بـ "وسم الناس" [2].
دور الدابة
دور الدابة هو إتمام الإنذار الذي بدأ بطلوع الشمس من مغربها. فبمجرد خروجها، يتأكد الناس بشكل لا يقبل الشك أن القيامة قريبة جدًا. هي رسالة حاسمة من الأرض نفسها تؤكد حقيقة الإيمان أو الكفر.
حكمة خروجها
تُكمن الحكمة من خروج الدابة في:
- تمييز المؤمن من الكافر: في ظل الفتن والضلال، تأتي الدابة لتمييز الناس بشكل واضح، وتُظهر الحقيقة التي كان البعض يحاول إخفاءها. 
- الشهادة على البشرية: تعتبر الدابة شاهدًا على البشرية بأنها أُمهلت وأُنذرت، ولكنها استمرت في غيها وعصيانها. 
الكلمات المفتاحية: الدابة، علامات الساعة الكبرى، يوم القيامة، أشراط الساعة، وسوم، نهاية الزمان.
المراجع:
- صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب خروج الدابة. 
- صحيح الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة النمل. 
البيان العاشر: خروج النار: آخر علامات الساعة الصغرى والكبرى
بعد أن تتم العلامات الكبرى السابقة، تأتي آخر علامة مادية قبل بدء الحشر، وهي النار التي تخرج من اليمن، وتطارد الناس وتدفعهم إلى أرض المحشر.
مصدر النار ومهمتها
تخرج هذه النار من اليمن، وتحديدًا من قعر عدن [1]. لا يمكن لأحد أن يفر منها، فهي تتبع الناس وتجمعهم في مكان واحد. إنها علامة قهرية تجبر الناس على التوجه إلى أرض المحشر، وهي أرض الشام.
دور النار في حشر الناس
تُعدّ هذه النار هي وسيلة حشر الناس إلى يوم القيامة. ففي السابق، كانت العلامات تُظهر الحق وتُميز بين الناس. أما هذه النار، فهي لا تُميز، بل تدفع الجميع، مؤمنين وكافرين، نحو مكان واحد استعدادًا للحساب.
الحكمة من خروجها
تُشير الأحاديث إلى أن هذه النار هي آخر علامة من علامات الساعة. بعد أن يفنى كل من هو على وجه الأرض، تخرج هذه النار لتجمع من تبقى من الناس، وهذا يؤكد على أن أمر الله نافذ لا محالة، وأن لا مفر من الحساب.
الكلمات المفتاحية: النار، حشر الناس، علامات الساعة، يوم القيامة، أشراط الساعة، نهاية العالم، أرض المحشر.
المراجع:
- صحيح البخاري، كتاب الفتن، باب خروج النار. 
البيان الحادي عشر: معركة آرمجدون: صراع الأمم الذي يسبق النهاية
قبل أن تقوم الساعة، تقع معركة ضخمة وملحمية يتقاتل فيها المسلمون مع الروم (الغربيين). تُعرف هذه المعركة في الإسلام بـ "الملاحم الكبرى"، وفي المسيحية بـ "آرمجدون". هذه المعركة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي اختبار إيمان وصراع على القيم.
قبل أن تقوم الساعة، تقع معركة ضخمة وملحمية يتقاتل فيها المسلمون مع الروم (الغربيين). تُعرف هذه المعركة في الإسلام بـ "الملاحم الكبرى"، وفي المسيحية بـ "آرمجدون". هذه المعركة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي اختبار إيمان وصراع على القيم.
موقع المعركة
تُشير الأحاديث النبوية إلى أن هذه الملحمة الكبرى ستحدث في منطقة الشام [1]، وتحديدًا في مدينة دابق في سوريا، أو في الأردن وفلسطين. هذا الموقع الجغرافي ليس عشوائيًا، بل له أهمية استراتيجية وتاريخية كبيرة.
تُشير الأحاديث النبوية إلى أن هذه الملحمة الكبرى ستحدث في منطقة الشام [1]، وتحديدًا في مدينة دابق في سوريا، أو في الأردن وفلسطين. هذا الموقع الجغرافي ليس عشوائيًا، بل له أهمية استراتيجية وتاريخية كبيرة.
أطراف المعركة
يتقاتل في هذه المعركة جيشان عظيمان:
- جيش المسلمين: يصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم خيرة أهل الأرض [2]، وستكون معنوياتهم عالية وثقتهم بالله كبيرة. 
- جيش الروم (الغرب): سيتحدون لقتال المسلمين، وستكون أعدادهم هائلة. 
يتقاتل في هذه المعركة جيشان عظيمان:
- جيش المسلمين: يصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم خيرة أهل الأرض [2]، وستكون معنوياتهم عالية وثقتهم بالله كبيرة. 
- جيش الروم (الغرب): سيتحدون لقتال المسلمين، وستكون أعدادهم هائلة. 
أحداث المعركة
يُقاتل المسلمون الروم في معركة شديدة. يُقسم جيش المسلمين إلى فئات، وتُشير الأحاديث إلى أن الفئة التي تُقاتل الروم ستنتصر في النهاية.
- مرحلة التعبئة: ستُشهد هذه المعركة خيانات من جانب بعض المسلمين، وستكون فترة من الصراعات الداخلية قبل المعركة الكبرى [3]. 
- مرحلة القتال: المعركة ستكون عنيفة للغاية، ويُقتل فيها الكثير من الجنود من كلا الطرفين. 
- الانتصار الحاسم: في النهاية، يُكتب النصر للمسلمين بفضل إيمانهم وصبرهم. 
يُقاتل المسلمون الروم في معركة شديدة. يُقسم جيش المسلمين إلى فئات، وتُشير الأحاديث إلى أن الفئة التي تُقاتل الروم ستنتصر في النهاية.
- مرحلة التعبئة: ستُشهد هذه المعركة خيانات من جانب بعض المسلمين، وستكون فترة من الصراعات الداخلية قبل المعركة الكبرى [3]. 
- مرحلة القتال: المعركة ستكون عنيفة للغاية، ويُقتل فيها الكثير من الجنود من كلا الطرفين. 
- الانتصار الحاسم: في النهاية، يُكتب النصر للمسلمين بفضل إيمانهم وصبرهم. 
الأهمية الروحية للملحمة
هذه المعركة ليست صراعًا على الأرض فقط، بل هي معركة للإيمان.
- اختبار للمؤمنين: هذه المعركة تُظهر ثبات إيمان المسلمين، وأن النصر يأتي من الله وليس من القوة المادية وحدها. 
- تطهير الأرض: هذه المعركة هي جزء من خطة إلهية لتطهير الأرض من الفساد والظلم، وتمهيدًا لعصر المهدي المنتظر وعيسى عليه السلام. 
إن معركة آرمجدون هي علامة على أن النهاية قريبة، وأن المؤمنين سيُختبرون بشدة قبل أن يتحقق النصر النهائي.
الكلمات المفتاحية: معركة آرمجدون، الملاحم الكبرى، علامات الساعة، نهاية الزمان، دابق، الروم.
المراجع:
- صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة. 
- صحيح مسلم، كتاب الإمارة. 
- صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير. 
هذه المعركة ليست صراعًا على الأرض فقط، بل هي معركة للإيمان.
- اختبار للمؤمنين: هذه المعركة تُظهر ثبات إيمان المسلمين، وأن النصر يأتي من الله وليس من القوة المادية وحدها. 
- تطهير الأرض: هذه المعركة هي جزء من خطة إلهية لتطهير الأرض من الفساد والظلم، وتمهيدًا لعصر المهدي المنتظر وعيسى عليه السلام. 
إن معركة آرمجدون هي علامة على أن النهاية قريبة، وأن المؤمنين سيُختبرون بشدة قبل أن يتحقق النصر النهائي.
الكلمات المفتاحية: معركة آرمجدون، الملاحم الكبرى، علامات الساعة، نهاية الزمان، دابق، الروم.
المراجع:
- صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة. 
- صحيح مسلم، كتاب الإمارة. 
- صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير. 


 
 
 
 
